حوار مع إبراهيم نصر الله المرشح في القائمة الطويلة

19/02/2018

متى بدأت كتابة رواية "حرب الكلب الثانية"  ومن أين جاءك الإلهام لها؟

فكرة الرواية كانت تلحّ علي منذ سبع سنوات، وكنت خصصت لها ملفا، كما أفعل عادة، لأكتب فيه كل ملاحظة أو فكرة يمكن أن تكون مفيدة لها. فطريقتي في الكتابة تبدأ بالتحضير طويل الأمد، ولم يسبق لي أن كتبت رواية قبل التفكير فيها لمدة خمس سنوات على الأقل. في عام 2015 أصبحت هذه الرواية هاجسا قويا لي، مع تصاعد العنف والتطرف الذي بات جزءا من حياتنا اليومية العربية، وحياة العالم، ورغم أن الرواية لا تشير بالاسم إلى داعش والتنظيمات المتطرفة، إلا أنها كُتبت عن هذه الأجواء، وعن التوحش الدولي أيضا، كان يؤرقني سؤال المصير البشري، إذا ما تواصلت هذه المآسي الإنسانية، وهذا السلوك المتعالي من دول كبرى تجاه الشعوب الفقيرة، ولذا تدور أحداث الرواية في المستقبل، وتحذر منه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

مدة الكتابة، لأنني كاتب متفرغ للكتابة، لم تكن طويلة، عام تقريبا، لكن التحضير لها كما أشرت هو الذي أخذ زمنا طويلا، والإنشغال الذهني بها. كتبت الرواية في عمّان، حيث أقيم، لكن أثناء كتابتها كنت أحس أن عمّان لم تعد عمّان التي أعرفها، أصبحت تماما كالمدينة التي أكتب عنها، وكان الوضع بالنسبة لي مرعبا، وضاغطا على المستوى النفسي.

كيف استقبلها القراء والنقاد؟

دائما أقول: لا تخف من القارئ بل من محاولتك لإرضائه! وهذه الرواية كانت مختلفة عن كثير من رواياتي، سواء لأنها تدور في المستقبل، أو لأجوائها الغريبة. أكثر ما أسعدني هو استقبال القراء النوعي للتجربة، وكذلك النقد الأدبي، الذي رأى فيها نصا أدبيا يُقرأُ على أكثر من مستوى لوجود طبقات كثيرة للنص. كما تلقيت عرضا لتحويلها إلى فيلم عالمي من مخرج أحبه كثيرًا.

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

كنت أعمل على ثلاثية، أُحضّر لها منذ عام 1990، وقد انتهت تقريبا، وهي بمثابة صورة واسعة للحياة المدينية الفلسطينية إنسانيا وثقافيا ووطنيا خلال سبعين سنة من دخول الإنجليز لفلسطين والحرب العالمية الأولى، إلى عام 1991، مع تركيز خاص على المسيحيين الفلسطينيين ودورهم الثقافي والوطني، والروايات الثلاث متصلة ومنفصلة في آن، حيث يمكن قراءة كل رواية مستقلة عن الأخرى، ويمكن قراءتها متصلة لإكمال الصورة، الرواية الأولى (دبابة تحت شجرة عيد الميلاد) عن بيت ساحور ، وحياتها حتى العصيان المدني الشهير فيها في الانتفاضة الأولى، أما الثانية (نور العين) فهي عن أول مصورة فوتوغرافية فلسطينية عربية، وهي ابنة القس سعيد عبود، واسمها كريمة عبود (1893-1940)، والثالثة (ظلال المفاتيح) عن إمرأة فلسطينية طردت من قريتها  وتتقاطع حياتها بصورة تراجيدية، في محطات رئيسية للقضية الفلسطينية، مع حياة ضابط في الجيش الإسرائيلي.