حوار مع واسيني الأعرج المرشح في القائمة الطويلة

31/01/2019

متى بدأت كتابة رواية "مي: ليالي إزيس كوبيا" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

 

بدأت التفكير فيها قبل ٢٠١٦  عندما عثرت على جملة غريبة في أحد كتب مي زيادة وكأنها كانت تقولها بالم كبير: أتمنى أن يأتي بعد موتي من ينصفني. شعرت بأن هذه الجملة موجهة لي. وربما كانت هي السبب في كل الرواية. بدأت العمل انطلاقا من هذا، ولَم اكن اعرف من اين اخذ شخصية مي زيادة وبأية طريقة؟ لأنه لم يكن في نيتي أن أعيد انتاج سيرة مي، فهذا لا يهمني مطلقا لأن الأمر يتعلق أولا وأخيرا برواية. أي بنص تخييلي. وكان لابد من إيجاد سبيل فني الى ذلك. وكان علي أن أتعرف على هذا العالم، عالم مي ومحيطها وعلاقاتها. قرأت كل ما تعلق بها، بحياتها ونصوصها وأنا اعرف سلفا ان الفائدة من وراء ذلك قد تكون محدودة. لكني وجدت البؤرة المركزية للرواية وهي ايّام أقامتها مجبرة في العصفورية. وعرفت علاقتها بالجامعة الامريكية ومحاضراتها التي ألقتها هناك. استقبلتني الجامعة الامريكية ومنحتني إقامة كتابة في بيروت لمدة أسبوعين كانت كافية لزيارة المواقع الخاصة بها والعصفورية وضيعتها شحتول واللقاء مع كبير العائلة المؤرخ جرجريوس زيادة الذي أفادني كثيرا من ناحية المعلومات. وانعزلت بعدها قرابة السنة لكتابة الرواية ولَم تكن المعلومات المحصل عليها الا وسيلة لكتابة نص تخييلي على تماس بتجربة إنسانية شديدة الحساسية

  

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيمينعند إكمالها؟

 

كتبت الرواية في مجموعة المواقع هي أماكن إقامة مي. في فلسطين، في الناصرة ورام الله، حيث ولادتها وعالمها الديني والحياتي الاول. ثم بيروت حيث اَهلها ودراستها وانكسارات اول حب. والقاهرة حيث فترة نبوغها الحياتي وبدء مأساتها وموتها. لكن الصياغة النهائية للرواية تمت في باريس حيث تفرغت لها على مدار سنة ١٩١٦-١٩١٧. سبقت الكتابة مرحلة التهييء بزيارة ضيعتها في لبنان وما تبقى من العصفورية للاستئناس بالأمكنة. المقبرة التي دفنت فيها لانها كانت فضاء مهما في الرواية. مواقع إقامتها في مصر او ما تبقى منها.  مدارسها في الناصرة ومسقط رأسها. كلها مساحات ساعدتني على الكتابة دون التقيد بها كوثائق. الرواية نفسها هي وثيقة موازية لسيرتها التي كتبتها في العصفورية: ليالي العصفورية، وضاعت كليا. بهذا المعنى تصبح الرواية سيرة وهمية نسبيا بالقياس للسيرة الحقيقية المفقودة. لهذا نستطيع ان نقول ان المسالة استغرقت سنتين بين اللحظة التحضرية ولحظة الإنجاز النهائي التي تمت في باريس حيث مستقري وعملي وحياتي العلمية والأدبية

 

كيف استقبلها القراء والنقاد؟

 

من هده الناحية كانت الأمور ممتازة. اعتقد أنها من أكثر  نصوصي التي استقبلها الجمهور العربي بحب كلير ربما لحساسية موضوعها. مقياسي في هذا التقييم  امران. اولا عدد الطبعات وتنوعها. فقد طبعت الرواية في عواصم عربية متعددة في نفس الوقت. في القاهرة وحدها طبعت خمس طبعات. وتم توفيرها للجمهور المصري بسعر مقبول نظرا لانهيار الجنيه. في الجزائر طبعت طبعة خاصة بالجمهور الجزائري والمغاربي عموما في المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية وهي اكبر دار نشر جزائرية. طبعةً سورية خاصةً نظرا للوضع السوري الصعب وانغلاق سوف الكتاب العربية، ولتفادي القرصنة. طبعة خاصة بفلسطين بدار الأهلية تم توقيعها في معرض فلسطين برام الله. وطبعة بيروتية بدار الآداب أساسية وتوزع عربيا. ثانيا المعارض. وكان الاستقبال العربي مهما في كل المعارض العربية والمناسبات الثقافية بالخصوص بعمان وفلسطين والقاهرة وبغداد وبيروت والجزائر وغيرها. اضافة الى اهتمامات القراءة المتخصصة الأكاديمية والإعلامية. فقد كتب عنها الكثير وهو ما مهد لتسويقها السريع عربيا

   

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

 

مشروع واحد واضح شارف على النهاية بعد ان تم تاخير نشره من الكاتب نفسه. اشتغل حاليا على وضع اللمسات الاخيرة للجزء الثاني من رواية الامير: غريب الديار. ويتعلق الامر بالفترة الشامية والعلاقة مع ابن عربي والفترة الماسونية، التي اعقبت انقاذه لأكثر من ١٥ مسيحي. الرواية شبه جاهزة وستكون حاضرة في معرض الجزائر نهاية هذه السنة والمعارض العربية. 

 

كما انني بصدد الانتهاء من كتاب سيري عن مي باللغة الفرنسية في سلسلة مائة كتاب وكتاب التي يشرف عليها معهد العالم العربي. بباريس. والكتاب أيضا في مراحله الاخيرة.