مقابلة مع عادل عصمت ، المرشح المختار

26/03/2019

أين كنت وقت الإعلان عن القائمة القصيرة وماذا كان رد فعلك؟

كنت في بيتي في طنطا، كنت وحدي، في السادسة مساء، وكنت أتابع وقائع المؤتمر الصحفي وعندما جاء اسم روايتي كانت الثانية في الترتيب، لكن النت كان ضعيفا فلم أسمع جيدا، ثم تنبهت أنها رواية الوصايا، وبعض لحظات سمعت جرس التليفون وعرفت أنهم أصدقائي المقربين وأدركت أن ما سمعته كان صحيحا، رددت على بعض الأسئلة الصحفية واغلقت الموبايل ونزلت كي أحتفل مع أسرتي ثم بعد ذلك مع أصدقائي، لحظة عظيمة بالنسبة لي.

ما هى الكتب التي تقرأها الآن؟

أقرأ كتاب بعنوان "تقرير عن نفسي" للكاتب الفرنسي جريجوار بويية من ترجمة ياسر عبداللطيف وأقرأ كتاب "غرفة رقم 304 : "كيف اختبأت من ابي العزيز 35 عاما" للكاتب المصري عمرو عزت.

من هم الكتاب الذين أثروا فيك كروائي؟

تقريبا كل من يقرأ لهم الكاتب يؤثرون فيه، بما فيهم الكتاب الذين لا يحب كتابتهم، إنه يعرف نفسه وميوله الأدبية في عميلة القراءة ويتعرف على نوع الأدب الذي يحب أن يقرأ وأن يكتب. هذه هي الخبرة التي تعلمتها. منذ أعوام طويلة كنت أقرأ رواية "كافكا على الشاطئ" لموراكامي ووجدت أنها قصة جميلة مشوقة، لكنها غير مشبعة للوجدان. بعدها قرأت رواية "رب الأشياء الصغيرة" لأرونداتي روي، عرفت في تلك اللحظة أنني أحب أن أكتب بهذه الطريقة التي تكتب بها "روي"، وأحب أيضا أن أقرأ هذا النوع من الأدب.

تعلمت الكثير من دقة محفوظ  وطريقة بنائه لأعماله، وأتأمل كثيرا طريقة عمله، وكذلك درست الكثير من أعمال أنطون تشيخوف، وفي شبابي كنت أحب طريقة بناء جابرييل ماركيز للفقرة، إنه أستاذ كبير في فن بناء الفقرة، تعلمت الكثير من كتاب مثل فرجينيا وولف وطريقة وصفها للمشاعر، وكذلك أحب بشكل شخصي الجزء الأول من "البحث عن الزمن المفقود" لمارسيل بروست(جانب منازل سوان) أو (غرام سوان) كما ترجمه إلى العربية الدكتور نظمي لوقا.

لو تركت العنان لخواطري سوف أذكر كل الروائئين الكبار الذي أحببت أعمالهم وتعلمت من حرفتهم الفنية.

كل من أولاد وأحفاد عائلة سليم لديه تصور ورؤية مختلفة للحياة والحداثة والتراث. أيهم أقرب إليك؟

أحب طريقة فهم "علي سليم" للأرض والحياة، أحب طريقته الحسية في التعامل مع الأرض وأشعر أنه نقي الروح، لأنه آمن بالمحسوس المباشر وليس بالصوروالأوراق، وكذلك أفكر كثيرا في العمة فاطمة، إنها تحمل وجدانا أكثر عمقا من كل عائلة سليم. تدرك الجوهر، ورغم قلة حيلتها إلا أنها تعرف مواطن قوتها، ولا تستسلم. بعد موت أخيها الكبير ورفضه أن يدفن في مقابر عائلته، استبدلت الطقس بالفعل الحقيقي للدفن، إنها لا تقف في وجه التحديث لكنها ترفض أن تسمح له أن يهزم ما تراه حقيقيا وأصيلا وبديهيا أيضا. "لقد عشت بعيدا عن أهلك وانتفع بعلمك الأخرين وحتى في الموت تريد أن تفارقهم؟ لا لا لن أسمح لك." هكذا يقول لسان حالها؟

يقال أن أعمالك – بما فيها "الوصايا" – تتميز بنبرة الشجن. هل تتفق مع هذا الوصف؟ وهل نتوقع نفس النبرة في الأعمال القادم.

لا أعرف حقيقة إن كانت أعمالي تتميز بالشجن أم بغيره، من يقول هذا أدرى بالأمر، ولكني كتبت بعض هذه القصص لأنها أثارت مخيلتي ودفعتني للبحث ومحاولة الفهم، محاولة الإجابة عن سؤال:  لماذا حدث ما حدث؟ وكانت حكاية القصة هي أداتي في محاولة الفهم، مثل رواية "أيام النوافذ الزرقاء" 2009، ورواية "الوصايا" 2018، وتقريبا هما سيرة عائلية، الأولى في المدينة والأخرى في القرية.

كما قلت لا أعرف إن كانت أعمالي القادمة سوف تتميز بنفس النبرة، كل ما أعرفه أن لكل كتاب نبرته وطريقة حكية ، والعمل الجديد الذي اعمل عليه الآن، أشعر بأن له نبرة مختلفة، وطريقة مختلفة في الحكي، قد يجده بعض القراء متميزا بالشجن أيضا، ليس لي في الأمر حيلة.