حوار مع سعيد خطيبي المرشح في القائمة الطويلة

22/01/2020

متى بدأت كتابة رواية "حطب سراييفو" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

راودتني الفكرة قبل سبع سنوات، وأنا أطوف حارات سراييفو، أُحادث أهلها وأتصفّح جزءاً من أرشيف المدينة. كتبت في السّنوات الماضية نصوصاً متفرّقة عن سراييفو ماضياً وحاضراً مع مقارنتها بالجزائر، ضمن انشغالي بقضايا الهوية، لكنني لم أشرع في كتابة الرّواية سوى بعدما اكتملت الصّورة في ذهني وتعلّمت اللغة الصّربو – كرواتية، وأتممت بحثي وجمعت ما أحتاج إليه من وثائق ومراجع. اشتغلت على المخطوط عامين كاملين (2016-2018)، فهي رواية تقوم على تفاصيل كثيرة، تنتقل في الجغرافيات وتتقاطع فيها مصائر إنسانيّة، ملتزماً بنظام كتابة يومي صارم وممتع في آن. لست أميل إلى كلمة «إلهام»، أحبذ البحث والتّنقيب مع ضرورة تكريس برنامج ثابت في العمل والمراجعة والتّصحيح والتّدقيق. وأنا أكتب كنت مشغولاً بمصائر البشر في الجزائر وفي البوسنة والهرسك، بطبيعة العلاقات بين شرق وغرب، بهشاشة الإنسان المعاصر وكيف له أن ينجو من قسوة الزّمن الذي يعيش فيه.

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

استمرّت عملية البحث وتجميع المراجع والأرشيف وتسجيل شهادات وقتاً طويلاً، لا سيما أن المساحة الزّمنية التي تلامسها الأحداث تمتد من الحرب العالميّة الثّانية إلى غاية تسعينات القرن الماضي، يُضاف إليها الوقت الذي صرفته في تعلّم الصّربو – كرواتية، بينما الاشتغال على المخطوط فقد أخذ مني عامين، قضيتهما في المدن التي تدور فيها وقائع الرّواية: ليوبليانا، سراييفو والجزائر العاصمة، استيقظ وأمشي وأعمل وأنام مع الشّخصيّات وتداخل مساراتها فيما بينها. كنت أنتقل بين تلك المدن الثّلاث دون أن أشعر بفرق، بالتعمّق في تاريخها السوسيو – ثقافي سوف ندرك كم هي متشابهة كما لو أن الألم وزّع عليها بالتّساوي.

كيف استقبلها القراء والنقاد؟

طالعت مقالات مشجّعة كتبت عنها، في صحف جزائرية وأخرى عربية، وأنجزت عنها – لحدّ الآن – أطروحتا تخرّج في جامعتين في الجزائر، ورسالة دكتوراه طور الإنجاز، ورسائل كثيرة تصلني من قراء، منهم من شعر أنني كتبت عنه سنوات التّسعينات، وانتظمت جلسات مناقشة في نوادي قراءة. خشيت في البدء ألا تقرأ كثيراً بالنّظر إلى حجمها لكن حصل العكس، ومن الأشياء اللافتة أنني في إحدى المرّات، بعد الانتهاء من ندوة حول الرّواية، تقدّمت مني سيّدة، أعلمتني أنها بوسنية الأصل، تقيم في الجزائر منذ منتصف الثّمانينات، حماستها وهي تكلّمني عن قراءتها لها لا تزال في ذاكرتي. ترجم فصلان منها إلى اللغة السلوفينية وسرّتني أحاديث عنها مع مهاجرين بوسنيين.

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

أوشك على إتمام ترجمة كتاب نقدي لجمال الدّين بن الشّيخ، من الفرنسية إلى العربيّة، هذا الشّاعر والأكاديمي والمترجم الذي لم ينل حقّه من الاهتمام والقراءة، رغم ما قدّمه من جهود ودراسات مهمّة في التّراث العربي، توجّت بترجمة مرجعيّة ﻟ «ألف ليلة وليلة» (بمعية أندري ميكل)، وعلى الهامش أجمع المادّة الضّرورية قصد الشّروع في رواية تدور وقائعها في صحراء الجزائر.