حوار مع يعرب العيسى المرشح في القائمة الطويلة

17/03/2022

متى بدأت كتابة رواية "المئذنة البيضاء" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

حين بدأت إجراءات حظر كورونا في آذار 2020 اصطفت ابنتي بابل إلى يمين عتاة المتشددين، ومارست عليّ رقابة مشددة، ومنعتني تماماً من الخروج من البيت.

كان ذلك السجن فرصة مثالية لأجلس أمام الكومبيوتر ساعات طويلة، وأكتب دون توقف، في الفكرة التي بدأت تدور في رأسي في أيلول من العام السابق.

وإن صح أن نسميه إلهاماً، فاللحظة الملهمة جاءت بسبب التماعة عيون امرأة وطفلين.

كنت قد اتفقت وصديقة لي أن نأخذ ابنتها وابني (وهما صديقان) بجولة في دمشق القديمة، ولنشتري لهما دفاتر وأقلام وألوان من هناك. قلت لها عبر الهاتف: أحضري الأولاد معك، وسأنتظركم عند المئذنة البيضاء. ضيعنا بعضنا لبضع دقائق، قبل أن تتصل بي وتسألني: أي مئذنة بيضاء تقصد؟ قلت لها: الأصلية، حيث سينزل المسيح، أمام الباب الشرقي.

حين عثرت عليهم، وقفت وأشرت بيدي للمئذنة فوق الباب الشرقي، وقلت لها: ألا تعرفين أن هذه هي المئذنة البيضاء التي ... ورويت الحكاية ببضع جمل. كانت العيون الستة معلّقة بي، وكان فيها بريق من يسمع حكاية مدهشة.

قلت لنفسي يومها: على أحدٍ ما أن يروي هذه الحكاية.

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

كتبت الرواية خلال خمسة أشهر، أو أقل قليلاً، ثم أرسلتها لمجموعة من الأصدقاء، واستمعت لملاحظاتهم، واقتراحاتهم. وقمت بتحرير الصياغة النهائية بناءً على تلك الملاحظات، واستغرق ذلك حوالي شهرين آخرين. وهذا السؤال فرصة لي لأعبّر عن شكري وامتناني لهم، ولملاحظاتهم المحبّة والمسؤولة، والتي جعلتني أتخلص من مئة صفحة تقريباً كانت فائضة في النسخة الأولى. وأرشدتني لأصوّب بضعة أخطاء كنت قد وقعت فيها بكل حماقة المستعجلين.

حين بدأت الكتابة، وحين انهيتها، كنت حيث أكون دائماً: بين الباب الشرقي لدمشق وأحد أبوابها الغربية.

كيف استقبلها القراء والنقّاد؟

القراءات النقدية والصحفية حتى الآن، استطاعت تسكين بعض قلقي اتجاه الرواية، وخوفي من مواجهة العالم بكتاب. أما القراء فقد منحوني لحظة استثنائية في حفل اطلاق وتوقيع الرواية في دمشق، حيث وافاني يومها ألف شخص إلى الباب الشرقي، واطلقنا الرواية تحت عين المئذنة البيضاء.

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

أكتب الآن. لدي مشروع روائي بعنوان: "ذيل الطاووس" وهو عمل يحاول أن يجيب على سؤال قديم للغاية: لماذا يفعل الرجال ما يفعلون؟