حوار مع أحمد الفخراني المرشح للقائمة الطويلة

27/02/2023

متى بدأت كتابة رواية "بار ليالينا" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

بدأت كتابة الرواية، في نهاية عام 2018، وقد بدأت كقصة قصيرة بعنوان الرجل الصغير، نشرتها في موقع أدبي على الإنترنت، حيث يقابل نوح الرحيمي بطل الرواية، يسري الحلو رئيس تحرير بعد أن قرأ مقالاته عن الرجل الصغير المستندة إلى كتاب فيلهلم رايش، ويعترف أمامه أنه الرجل الصغير، وجاء ليتعلم كيف يمكن له أن يصبح رجلاً كبيراً أكثر ذكاء وأقل حماقة، ثم تطورت لاحقاً لتظهر شخصية نعمات، مالكة البار ثم ظهر فصل البار الطويل الذي يضم الأذكياء فقط، حيث تجري أغلب أحداث الرواية، والصراعات الرئيسية.

أعتقد أن فشل ثورة يناير، كان مصدر الإلهام إن جاز التعبير، كنت محبطاً، كان علي أن أتساءل، هل من قادوا أو تصدروا للمشهد الثوري وآمنت بهم، كانوا أذكياء كما ادعوا؟ هل يفهمون الشعارات التي يدعون إليها بعمق، أو يكررونها كالببغاوات؟ كيف تصرفوا أحياناً بوصف الذكاء طبقة تفصلهم عن الحمقى، الحمقى في نظرهم كانوا الجميع ما عدا أنفسهم، كيف لم تعد الأفكار التقدمية على يد "الأذكياء" وسيلة بحث عن الحقيقة، بل عملاً دؤوباً للتعمية على تلك الحقيقة، كأن الحقيقة لم تعد تهم، بل التمسك بسلوكيات معينة فارغة من المعنى. لكن يظل سؤال الرواية الجوهري وهو سؤال أغلب أعمالي ما الذي يجعل وجودنا أصيلاً أو مزيفاً.

كان التحدي الذي أمامي كيف أصنع رواية كاملة من المبتذل والإكليشيه، بوصفه التعبير الأمثل عن ذلك العالم، كيف أصنع شخصيات تدعي العمق فلا تكشف إلا عن السطحية والقشور، بينما تمر الأسئلة المهمة على لسان شخصية الرجل الصغير الأحمق الوحيد الذي أدرك فتوقف عن الادعاء، أو باستعارة تعبير أحد من كتبوا عن الرواية "كيف أصنع معنى صادقاً من بنيان أكاذيب هشة" كانت تجربة مهمة بالنسبة لي، مرحة وممتعة في إطلاق العنان لنفسي، ومعذبة أيضاً كشأن الكتابة.

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

كتبتها على مدار ثلاثة أعوام، لكني كنت توقفت في منتصفها، بسبب الانتقال من مدينة إلى أخرى، ولم تكن الفكرة قد نضجت بالكامل، وأنهيت رواية أخرى بعنوان "إخضاع الكلب"، صدرت عام 2021، وبعد تسليم المسودة النهائية منها، عدت إلى بار ليالينا، وقد وجدت أن الفكرة نضجت بما يكفي، فعدت لاستكمالها، عندما بدأتها كنت أعيش في مدينة القاهرة، وعندما أنهيتها كنت أعيش في مدينة دهب بجنوب سيناء، التي أقمت فيها منذ منتصف 2019، قبل أن أغادرها قبل أربعة أشهر.

هل لديك طقوس للكتابة؟

في الظروف العادية، أقرأ صباحاً، أكتب مساء في الأغلب، ما بعد الثانية عشر منتصف الليل، إلى الخامسة صباحاً، في حال ما كنت بصدد مشروع رواية أو قصة أو نص قصير معالمه الأساسية واضحة في ذهني، في حال عدم قدرتي على الكتابة، أستكمل الوقت بالقراءة.

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

لدي رواية منتهية، ربما تصدر في منتصف العام الحالي وهي رواية تحاول أن تساءل مستقبل فن الرواية نفسه، وكذلك لدي مجموعة قصصية كتبتها بشكل متقطع على مدار سنوات، وكتاب نقدي عن تقنية القصة القصيرة من خلال تحليل سبع قصص قصيرة لنجيب محفوظ ويوسف إدريس ومحمد المخزنجي وإبراهيم أصلان، لكني لا أعرف موعد صدوره، يتوقف الأمر على إنهاء مشكلات تتعلق بحقوق الملكية الفكرية للقصص.

في الفترة الحالية، أجرب أساليب وطرق جديدة للكتابة، لا أعرف عما تسفر، قد تكون رواية، وقد لا تكون، لا أتوقف عن التفكير في الكتابة طيلة الوقت، من حين لآخر يجب أن يتوقف المرء ليفكر في أسئلة الكتابة والقراءة أيضاً بشكل جذري، لكني أظن أني بحاجة إلى تجريب أشكال مغايرة للتعبير سواءً داخل نفس النوع الأدبي، الرواية، أو خارجها.