حوار مع أمير تاج السر المرشح في القائمة الطويل

26/01/2017

متى بدأت كتابة رواية "منتجع الساحرات" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

لقد بدأت كتابتها في عام 2015، معروف أنني أكتب سنويا عملا روائيا واحدا، ونادرا أن يمر العام بلا كتاب لي. وفي الحقيقة لدي مخزون كبير من التجارب التي مررت بها أثناء عملي الطبي في السودان وحتى في قطر، وفي ذلك المخزون توجد كثير من الأشياء التي تستحق الكتابة. وأظنني ذكرت من قبل في مكان ما أن هذه القصة فيها طرف من الحقيقة، طرف بسيط بائس استطعت تطويره بالخيال، وهذه طريقتي التي أكتب بها منذ عرفت الكتابة، الاستناد على حادث حقيقي، أو جزيئية من الواقع، وسد الثغرات بالخيال، ولعي أذكر هنا بائعة الشاي اللاجئة التي هاجرت من إريتريا بحثا عن موضع قدم في الحياة، تلك التي شاهدتها لأول مرة في عنبر الحوادث في مستشفى بورتسودان أيام عملي مساعدا للجراح العظيم: رضا محمود. كان الوقت صباحا مبكرا حين جاءوا بالفتاة الجميلة جدا، غائبة عن الوعي، إنها أببا، بائعة الشاي في موقف باصات السفر التي جاءت منذ وقت قليل واحتلت المكان بشايها، والقلوب بجمالها الأخاذ، هناك من طعنها في القلب، أحد عشاقها كما أذكر، لقد حاولنا إسعافها ولم نستطع، وماتت. على طرف آخر من الحقيقة، كان يوجد لص، قضى زمنا في العنبر معنا، وصادقته لأعرف حكاياته، ومنه استوحيت شخصية عبد القيوم دليل الذي سيعشق اللاجئة الجميلة داخل منتجع الساحرات. هذه الحكاية بقيت في ذهني سنوات طويلة، وفي عام 2015، قفزت فجأة إلى المقدمة وخرجت نصا.

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

لا.. في العادة لي طقوسي في الكتابة وهي أنني حين أبدأ عملي أكمله بالكتابة اليومية، التي أسعى لجعلها يومية إلا إن جد طارئ، كنت أكتب يوميا في المكان الذي أجلس فيه في فندق متوسط في مدينة الدوحة، وأسميه الركن، وارتبط بمعظم رواياتي، منذ عشر سنوات، كنت أكتب باستمرار، وفي خلال شهر أكملت الكتابة الأولى، ثم عدت وعدلت فيها، وفي خلال خمسة وأربعين يوما كان الكتاب جاهزا للنشر.

ـ كيف استقبلها القراء والنقاد؟

من الروايات التي وجدت قبولا جيدا من كل من كتب عنها مقالا، وأظن هناك ست أو سبع مقالات كتبت عنها بإيجابية، وبالنسبة للقراء لا أعرف ردود الأفعال جيدا لكن معظم من قرأت آراءهم كانوا يتحدثون عن الحكاية المكتملة، واللغة، وحقيقة لي أسلوب في الكتابة معروف منذ بدأت، هناك من يحبه، ومن لا يحبه، لذلك لن نتحدث عن القبول أو الرفض كثيرا بالنسبة للأعمال الإبداعية، كل عمل له محبوه وعدم محبيه.

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

لقد نشرت في نهاية 2016، عملين مهمين لي لأول مرة منذ زمن، أحدهما عن دار الساقي، وهو رواية زهور تأكلها النار، كان عملي السنوي المعتاد، ويتحدث عن السبايا في حروب الفوضى والظلام، والآن يثير ردود أفعال طيبة، الآخر عن دار مداد الإماراتية، رواية كتبتها منذ ثلاثة أعوام، وعدت إليها لأعدل قليلا وأنشرها وأيضا وجدت ترحيبا. اسمها: سيرة مختصرة للظلام، وتحكي قصة: جمعة راضي، الحداد الذي أصبح وزيرا للثقافة، مع التعرض للأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في السودان منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، وحتى نهاية السبعينيات.