حوار مع صالح الحمد المرشّح للقائمة الطويلة

05/01/2024

متى بدأت كتابة رواية "عين الحدأة"؟ ومن أين جاءك الإلهام لها؟

شرعت في كتابة الرواية قبل أربعة أعوام، سنة 2019، وكانت الفكرة حينها تتمحور حول محامٍ يائس يُدافع عن المحكوم عليهم بالإعدام. وبعد كتابة عدّة فصول وصل المحامي إلى شخصيّة وائل التي كانت أشبه باكتشاف في أثناء الكتابة. أيقنت حينها أنّ قِصّته هي الأهمّ، فحذفت الفصول السابقة، وعدت لتخطيط بناء الرواية من جديد حتّى يكون وائل محوّرها. لذا أحسب أنّ الإلهام لكتابة "عين الحدأة" مصدره الكتابة نفسها الّتي قد تنقلب على ذاتها في كثير من مفاصلها ومساراتها.

  

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

استغرقت كتابة الرواية قرابة الأربعة أعوام عبر مسوّدات متعدّدة، عملت فيها مع عدّة محرّرين تركوا بصمة في تطويرها. أمّا عن مكان الإقامة في أثناء الكتابة، فقد كتبت أغلبها في مدينة جدّة حيث أُقيم، وفصولها الأخرى كتبتها في إرفاين بكاليفورنيا.

هل لديك طقوس للكتابة؟

نعم، عادةً ما أكتب في ساعات الصباح الأولى؛ إذ يكون تركيزي الذهنيّ عاليًا، ولكن أعود في الليل لأراجع ما كتبت، وأجهّز ملاحظاتي لليوم الذي يليه، وهكذا. وبكلّ صراحة، أنا لا أحبّ أن أبدأ الكتابة من دون تخطيط مسبّق، وقد يستغرب البعض إن قلت إنّي، حتّى قبل كتابة الجملة الأولى من الرّواية، كان يجب عليّ أن أقرّر المشهد الأخير فيها، وأغلب أحداثها المفصليّة. ولكن يحدث أحيانًا - إن كان المرء محظوظًا - أن تتصرّف الشخصيّات بعكس هوى كاتبها، فتتمرّد عليه، وتكون النتيجة هي خليط من الاكتشاف والتخطيط.

وفي المسوّدات اللاحقة أقرأ الرواية بصوتٍ عالٍ، حتى أعرف مدى انسيابيّة النصّ، وحين أشعر بأن الرواية وصلت إلى الجودة التي أرجوها وأتطلّع إليها، أُرسلها إلى المحرر الذي يعمل معي على تطوير النصّ وتجويده؛ إذ أؤمن أنّ جودة المنتج الأدبيّ تعتمد على التكامل بين الكاتب والمحرّر والمصمّم ودار النّشر.  

ما هو مشروعك الأدبيّ بعد هذه الرواية؟

أعكف حاليًّا على كتابة رواية بعنوان «كيف سقينا النجوم»، وتتعلّق أحداثها بحرب أهليّة في بلد يحكمه الاستبداد. كما أنّي، في الوقت ذاته، أضع الخطوط العريضة للمشروع الأكثر طموحًا، ويتمثّل في كتابة ثلاثيّة تاريخيّة عن الرصافة، وهي مدينة خيالية تقع في الجزيرة العربيّة، وكنت قد لمّحت إلى هذا في أحد مشاهد «عين الحِدأة»، وذلك حين أشار السارد على عجالة إلى الملك المجذوم؛ إذ إنّ قصّته ستكون محور هذه الثلاثيّة التي أتطلّع إليها برغبةٍ وحذرٍ ومسؤوليّة عالية معًا.