حوار مع عيسى ناصري المرشّح للقائمة الطويلة

30/01/2024

متى بدأت كتابة رواية "الفسيفسائي" ومن أين جاءك الإلهام لها؟

بدأت الإعداد للرواية في صائفة 2020، لكن فكرتها ظلّت راسخة في الذهن قبل هذا الوقت بكثير. وبالضّبط منذ زيارتي الأولى لموقع وليلي الأثري. فمنذ اليوم الذي وقفتُ فيه بين أسوار تلك المدينة، أدركتُ أن آثارها منذورة لإسكانها في كتاب، في رواية بالأحرى. وعندما طالعتْني فسيفساءات "الفصول الأربعة، و"أورفي يعزف للكائنات" و"البهلوان"، و"هيلاس تخطفه الحوريات" أيقنتُ أن حبلاً متيناً يشدّني شدّاً إلى ذلك الجمال النائم في يَباب وليلي الآفلة. كانت تلك الأرضيات الفسيفسائيّة حمّالةَ تاريخٍ وأساطيرَ وحضارة بائدة. كانت ملهمة إلى حدّ لا يمكنني أن أتجاهل غوايتها وسحرها. فانبريتُ للبحث والقراءة والنبش في تاريخ المدينة وفسيفسائها، قبل أن أعمل جاهداً على تخييل حكاياتٍ تليق بفضاء خصيب مثل ذاك.

هل استغرقت كتابة الرواية مدّة طويلة؟ وأين كنت تقيم عند إكمالها؟

استغرقت كتابة "الفسيفسائي" ما يزيد عن العامين ونصف. كتبتها في ثلاثة أماكن: مولاي إدريس زرهون (بلدة قريبة من وليلي)، ومكناس، ومريرت. وانتهيتُ من تخييلها في مدينتي (مريرت) مسقط رأسي. وكنت أعود إلى المخطوطة من وقتٍ لآخر لإجراء تغييرات وتعديلات قبل أن أبعث بها للنّشر.

هل لديك طقوس للكتابة؟

عن الطّقوس.. أقول إنّي أحتاج في غالب الأحيان إلى الاختلاء في بيتي وحيداً، أو في غرفة بفندق. أعدّ قهوة. أشغل موسيقى أو صوتيّاتٍ مُحاكِية للأجواء التي أكتُب عنها.

ما هو مشروعك الأدبي بعد هذه الرواية؟

بخصوص المشروع القادم، لديّ مخطوطة رواية أعتزم العودة للاشتغال عليها. وهي بالمناسبة مخطوطة ترشّحت لجائزة عربية سنة 2020، كنت قد اخترتُ لها حينها عنوان "عش العنقاء". أشعر أنّني لم أعطها حقّها من الوقت والجهد لتصل إلى المستوى الذي بلغتْه "الفسيفسائي". وأعتقد أنه آن الأوان لنفض الغبار عن مسوّدتِها.